قبل أن تُطلق صافرة البداية، وقبل أن تدور الكرة بين الأقدام، يقف منتخب عُمان وخصمه الأردني على أعتاب مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين. مواجهة عربية خالصة بنكهة آسيوية، تشعل الحماس وتثير الترقب، في ظل ما يملكه المنتخبان من طموح، شخصية، ومخزون فني لا يستهان به.

هذه ليست مجرد مباراة في جدول التصفيات، بل هي تجسيد لصراع الهوية الكروية الحديثة لكلٍّ من النشامى والأحمر العُماني، في مشوار لا يعرف التهاون.

الأحمر العُماني: ثقة متصاعدة وخبرة متراكمة

مشاهدة مباراة منتخب عُمان والأردن بث مباشر يدخل اللقاء بثقة نابعة من أداء مستقر وتطور تكتيكي واضح. الفريق بقيادة مدربه الوطني برانكو إيفانكوفيتش (أو المدرب الحالي) قدّم في السنوات الأخيرة أداءً لافتًا، ونافس كبار القارة بنديّة واحترام.

نقاط القوة:

منظومة دفاعية متماسكة لا تستسلم بسهولة.

خط وسط متزن قادر على بناء الهجمات والضغط.

أسماء بارزة مثل صلاح اليحيائي، أرشد العلوي، وزاهر الأغبري، قادرون على قلب الطاولة في لحظة.

عُمان تملك شخصية واضحة في الملعب: هدوء في الاستحواذ، سرعة في التحول، وحذر دفاعي يحميه حارس مميز وخط خلفي لا يترك الكثير من المساحات.

النشامى: روح قتالية لا تهدأ

أما المنتخب الأردني، فيحمل على كتفيه إرثًا من الشجاعة الكروية والانضباط العالي. فريق يزأر في المباريات الكبيرة، ويملك شعبية جماهيرية جارفة أينما حلّ. بقيادة نجمهم المتألق موسى التعمري، يُقاتل النشامى على كل كرة كأنها الأخيرة.

نقاط التميّز:

روح جماعية عالية، وتلاحم تكتيكي يُربك الخصوم.

خبرة أسماء مثل بهاء عبد الرحمن، يزن النعيمات، ويزن العرب.

تنوع في الأساليب: بين التمرير المباشر والضغط العالي أو التكتل الدفاعي والمرتدات.

الأردن يعرف كيف يجعل المباراة "معركة على كل متر"، ولا يتردد في المخاطرة إذا اقتضى الأمر، ويملك عنصر المفاجأة أمام أي فريق.

التكتيك المتوقع: شدٌّ وجذب

التحفظ سيكون حاضرًا في البدايات، مع رغبة كل فريق في قراءة الآخر دون كشف كل الأوراق.

خط الوسط سيكون ساحة صراع حقيقية، حيث يتصارع العُمانيون على البناء المتدرج، بينما يميل الأردنيون إلى الضغط وقطع الكرات.

من يسجل أولًا، سيفرض رتمًا مختلفًا وقد يُجبر الطرف الآخر على فتح المساحات.

تاريخ المواجهات: توازن وندية

عندما يلتقي عُمان ضد الأردن بث مباشر ، لا مجال للفارق الكبير. تاريخيًا، التقيا في مناسبات عديدة، سواء ودية أو رسمية، وكان الحسم غالبًا عبر التفاصيل الصغيرة، وأحيانًا يُحسم التعادل رغم الندية والفرص.

قبل الصافرة: الجمهور العربي يترقّب

الجماهير العُمانية تنتظر فوزًا جديدًا يعزز الطموحات.

الجماهير الأردنية تطمح لانتصار يؤكّد شخصية النشامى التي ظهرت بقوة في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد الأداء المشرف في كأس آسيا 2023.

الخلاصة: لا مكان للخطأ

في لقاء مثل هذا، التفاصيل هي الحكم. من يملك التركيز؟ من يتجنب الأخطاء؟ من يقتنص اللحظة؟

سواء كان الحسم بهدف وحيد أو بتبادل الهجمات، فإن هذه المواجهة تُعد من تلك التي "تُروى" لعشاق الكرة العربية، لأنها تجمع الشغف والكرامة والطموح في وقت واحد.