بين التاريخ والحاضر، تتأهب القارة اللاتينية لاحتضان مواجهة جديدة تجمع بين عملاق الكرة العالمية "البرازيل" وخصمه العنيد "باراغواي"، في لقاء تتقاطع فيه الحسابات التكتيكية مع الحماسة الجماهيرية، وتتجدد فيه ذكريات المواجهات التاريخية التي كثيرًا ما كسرت التوقعات.

مشاهدة مباراة البرازيل وباراغواي بث مباشر ... ضغط جماهيري وثقة مُعلّقة على الجيل الجديد

منتخب البرازيل يدخل المباراة وهو تحت المجهر، ليس فقط من جماهيره العريضة، بل من الإعلام المحلي والدولي، الذي لا يزال يبحث عن إجابات واضحة حول هوية "السامبا" في السنوات الأخيرة. فبعد فترات من الأداء غير المقنع، وغياب الألقاب القارية منذ فترة، تحاول البرازيل إعادة ترميم هويتها الكروية التاريخية، التي لطالما ارتبطت بالفن، والإبداع، والسيطرة المطلقة.

اليوم، ورغم وجود أسماء رنّانة مثل فينيسيوس جونيور، رودريغو، برونو غيماريش، وماركينيوس، إلا أن الانسجام الكامل لا يزال قيد التشكيل، والضغوط تزداد على المدرب الوطني الذي يواجه أسئلة كثيرة حول التوازن بين الأداء الجميل والفعّالية الحاسمة.

هل يعود السامبا لرقصته الحقيقية؟

السؤال المطروح بشدة في الشارع البرازيلي هو: "هل تعود البرازيل لتلعب بأسلوبها التقليدي، أم تستمر في الاتجاه الأوروبي البارد؟" فالجمهور البرازيلي، رغم إعجابه بالتنظيم، يحنّ إلى المهارة والخيال الذي كانت تحمله أسماء مثل رونالدينيو، كاكا، وريفالدو.

اللقاء ضد باراغواي يُعد فرصة ذهبية لاختبار هذه الهوية: اللعب الجميل والنتيجة في آنٍ واحد.

باراغواي... فريق يُجيد التحدي ويُتقن مفاجأة الكبار

من ناحية أخرى، لا أحد يستهين بمنتخب باراغواي، الفريق الذي اعتاد على تقديم مباريات كبيرة أمام البرازيل تحديدًا، وكأن المواجهة تمنحه جرعة إضافية من الشجاعة والتركيز. باراغواي لا تمتلك نفس النجومية الفردية التي تتمتع بها البرازيل، لكنها تعوّض ذلك بروح قتالية عالية، وانضباط تكتيكي صارم، خصوصًا على مستوى التكتل الدفاعي، واللعب على الهجمات المرتدة.

عقلية "Underdog" ولكن بطموح كبير

باراغواي تدخل المباراة بعقلية الفريق الذي ليس لديه ما يخسره، لكنها في الحقيقة تملك الكثير لتكسبه. فالفوز أو حتى التعادل أمام البرازيل يمنحها دفعة معنوية ضخمة في التصفيات أو البطولة الجارية، خصوصًا وأن الأداء الجماعي للفريق يعرف تناميًا مطّردًا في الآونة الأخيرة.

مقارنة خط بخط: الأفضلية لمن؟

الهجوم: الأفضلية النظرية للبرازيل بوجود فينيسيوس، رودريغو وربما حتى رافينيا. بينما تعتمد باراغواي على المرتدات وسرعة الأجنحة.

الوسط: صراع متوازن، وإن كانت البرازيل تمتلك تنوعًا في الأدوار (صانع لعب، ارتكاز، وسط هجومي)، فإن باراغواي ترد بالتلاحم والضغط البدني.

الدفاع: البرازيل تعتمد على خبرة ماركينيوس، فيما قد تعاني أمام التكتلات السريعة لباراغواي، التي بدورها تُجيد التغطية الثنائية والتعامل مع الكرات الهوائية.

التاريخ لا يُنسى... وباراغواي تعرف كيف تُحرج البرازيل

رغم التفوق التاريخي الواضح للبرازيل في عدد الانتصارات، إلا أن المباريات أمام باراغواي كثيرًا ما شهدت مفاجآت، مثل إقصاء البرازيل بركلات الترجيح في كوبا أمريكا 2011 و2015. باراغواي أثبتت أنها ليست خصمًا سهلًا، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمباريات الإقصائية أو المواجهات الصعبة.

نقاط قوة وضعف قبل اللقاء:

الفريقنقاط القوةنقاط الضعفالبرازيلمهارات فردية، تنوع هجومي، خبرة في البطولات الكبرىبطء في الارتداد الدفاعي، غياب الانسجام أحيانًاباراغوايقوة بدنية، دفاع منظم، روح قتاليةضعف في صناعة اللعب، قلة في الحلول الفردية

التشكيلة المتوقعة للبرازيل:

الحارس: أليسون

الدفاع: دانيلو، ماركينيوس، ميليتاو، غوستافو هنريكي

الوسط: كاسيميرو، غيماريش، لوكاس باكيتا

الهجوم: رودريغو، فينيسيوس، ريتشارليسون

التشكيلة المتوقعة لباراغواي:

الحارس: سيلفا

الدفاع: إسبينولا، غوميز، بالبوينا، أرزامينديا

الوسط: سانشيز، فيلالبا، مارتينيز

الهجوم: ألميرون، روميرو، غونزاليس

كلمة أخيرة: مباراة بمذاق مختلف

قد تكون الأسماء لصالح البرازيل، لكن المباريات لا تُحسم بالأسماء، بل بالحضور الذهني، والالتزام التكتيكي، والتفاصيل الصغيرة. قد نشهد مباراة مفتوحة، أو مغلقة، لكنها بكل تأكيد ستكون اختبارًا حقيقيًا لطموحات الطرفين في قادم المنافسات.